قسم اللغة العربية بالمدرسة

تتلاقى على أرض مدرستنا حضارتان على نحو متكامل، فالحضارة الألمانية العريقة تتعانق في مودة بالغة مع الحضارة المصرية العربية الضاربة في جذور التاريخ وبالطبع فإنهما يجب أن تلقيا بظلالهما الوارفة على شخصية طالباتنا.

وهذا بالتحديد ما يمثل تحديا لمدرسي اللغة العربية ومدرسي المواد القومية بصفة عامة،فنحن هنا ندرك أننا أصحاب المسئولية الأولى في احتفاظ الطالبات بهويتهن ،وتقديرهن لتاريخهن ولغتهن،وهو أمر لا يتعارض مع استقاء العلوم الغربية وفهم أبعاد التفوق الذي من أجله تبرز الشخصية الألمانية بحيث تتناغم الثقافتان وتتكاملان لتحقيق ما نصبو له في شخصية بناتنا.

ولهذا فإننا في قسم اللغة العربية بالمدرسة نولي عناية فائقة بتعليم طالباتنا اللغة العربية الفصحى منذ مرحلة الحضانة ،والحديث بها في المراحل الدراسية المختلفة، لأننا ندرك أن القيمة الحقيقية لأية لغة ليست في كونها لغة مكتوبة بل في كونها لغة حية يستخدمها أصحابها.

والمدرسة بقسميها „الفوس“ و“الأبيتور“ تتيح لطالباتنا الالتحاق بالجامعات المصرية المختلفة، وبناتنا يثبتن جدارتهن دائما سواء أكانت الدراسة باللغة العربية أو سواها.

ومن هذا المنطلق فنحن نشجع الأنشطة كافة ، التي من شأنها أن تسهم في تقوية روابط الصلة بين الطالبة و لغتها وتاريخها و ثقافتها.

وأوجه الأنشطة عديدة و متنوعة :

حيث نعقد أمسية ثقافية عربية بعنوان“سوق عكاظ“ نقتبس فيها من تاريخ أمتنا وحضارتنا ما نعرف به التلميذات على قيمة هذه الحضارة وأصالتها، وتسهم الطالبات في تحضير هذا اليوم فيتألقن وهن ينشدن ويمثلن باللغة الفصحى،وهو بصدق ما يستحق التقدير.

وفي إطار إدراكنا لأهمية الصلة بين اللغتين نقدم مشروعا بين الحين و الآخر لتلميذات الصفوف الابتدائية بعنوان“كتاب في لغتين“ ، فنعرض كتابا باللغتين العربية و الألمانية معا يتبع ذلك ورش عمل تناقش محتوى الكتاب باللغتين ، ويشترك في هذا المشروع مدرسو اللغة العربية و الألمانية معا مما يحقق التكامل المنشود بينهما.

وتعد المدرسة شريكا مميزا مع مكتبات ألف بدعم من مجلس الآباء حيث تشارك في برنامج „مصر تقرأ“ الذي تدعمه مكتبة ألف، فنعقد بين الحين والآخر جلسة أدبية في صحبة أديب مصري، بعد قراءة كتابه، مما يثرى فكر التلميذات ويحفز قدرتهن على الفهم والمناقشة.

كما نهتم أيضا بتحفيز المتميزات في اللغة العربية فنقيم كل عام مسابقة للقراءة باللغة العربية تتنافس فيها طالبات الصفين السادس و السابع تليها مسابقة إقليمية للمدارس الألمانية في مصر وفلسطين،ولطالما أثبتت بناتنا تفوقا ملحوظا في هذه المسابقات ، مما حفزنا لإقامة مسابقة موازية للصفين الثالث و الرابع، وكذلك مسابقة لكتابة القصة الإبداعية ، وأخرى للإلقاء، مما يحفز الطالبات على التنافس الجاد و البناء.

كما توفر مكتبة المدرسة باللغة العربية أحدث الكتب للتلميذات وتشجعهن وتحفزهن حيث تتنافس الصغيرات منهن على قراءة عشرة كتب و تلخيصها للفوز ببعض الهدايا.

والمشاريع الدورية والدورات التدريبية التي يقوم بها معلمو قسم اللغة العربية متباينة ومؤثرة ، وكل منها يحتاج إلى إفراد الحديث عنه.

ولكننا هنا في المقام الأول نجعل هدفنا هو الحفاظ على هوية التلميذات المصرية و العربية مع دفعهن إلى النهل من منابع العلوم و الثقافات المتباينة التي تحقق من خلالها كل تلميذة كيانها المنشود.

ونحن ندرك أيضا أننا نستطيع المزيد ،وأننا لدينا الكثير لنقدمه لتلميذاتنا فهن ينتظرن دائما الأفضل وهو حقهن، ولذا فلتتحرك مركبتناإلى الأمام دائما بمجدافيها العمل و العلم..

والله نسأل التوفيق

د.أحلام حسن عبد العال

مشرف اللغة العربية و التربية الدينية الإسلامية